رجال وكلاب في خدمة المجتمع
الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير شباط الماضي سلط الضوء على مساهمة فرق الإنقاذ التي تستعين بكلاب بمدربة في مساعدة ضحايا الحوادث والكوارث الطبيعية على البقا ء على قيد الحياة
Diana Baetelu, 23.03.2023, 10:45
الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير شباط الماضي سلط الضوء على مساهمة فرق الإنقاذ التي تستعين بكلاب بمدربة في مساعدة ضحايا الحوادث والكوارث الطبيعية على البقا ء على قيد الحياة. ليفيو يونيسكو هو قائد المركز الوطني لتدريب الكلاب وكان من ضمن فريق المتطوعين الرومانيين الذين شاركوا في مهام الإنقاذ في تركيا ويشرح لنا أهمية الكلاب المدربة لمهام البحث والإنقاذ :
فريق المركز الوطني لتدريب الكلاب عمل على مدى الثلاثين عاما الماضية على إنشاء قاعدة بيانات تصنف الكلاب المدربة وفق طبيعة المهام التي يمكنها تنفيذها فهناك كلاب البحث عن آثار بشرية وكلاب البحث عن مفقودين وكلاب البحث تحت الانقاض وكلاب الإنقاذ من الماء والكلاب المدربة على البحث عن المفقودين من سكان المدن .هذه هي المهارات التي نقوم بتطويرها في رومانيا نظرا لضرورة وجود كلاب بحث وإنقاذ مدربة في جميع المناطق والمدن قادرة على مواجهة حالات الطوارئ والكوارث سواء كانت طبيعية أو تكنولوجية . والجدير بالذكر أن تدريب الكلاب يجب أن يبدأ في الأشهر الاولى من حياتها لكن العمل معها يجب أن يتواصل لرفع متسوى ذكائها باستمرار.”
اختيار الكلاب لمهام الإنقاذ يعتمد على معايير موضوعية صارمة تحدد قدرتها على تلبية متطلبات معينة وتثبت امتلاكها الخصائص الأساسية التي تسمح لها بأن تصبح كلاب بحث و إنقاذ ..ويقول ليفيو يونيسكو أن خمسة إلى عشرة بالمائة فقط من الكلاب التي تختبر قدرتها على العمل في ظروف متطرفة كالظلام والنيران والارتفاع تجتاز الاختبارات بنجاح ويمكن ضمها إلى دورات التدريب التي تجعل منها كلاب إنقاذ محترفة:
“برنامج التدريب قد يستغرق ستة أشهر أو حتى سنتين أو ثلاث سنوات حسب طبيعة المهام التي ستنفذها الكلاب فيما بعد لكننا نأخذ بعين الاعتبار دائما معايير أخرى ومن بينها طابع الكلب وقدرته على التكيف مع ظروف معينة إضافة إلى عمره والمنطقة التي يعيش فيها.وبعد سنيتن أو ثلاث سنوات من التدريب الكثيف تخضع الكلاب لاختبارات دولية رسمية وفي حال استكمالها جميع مراحل التدريب واجتيازها الاختبارات بنجاح يمكننا ضمها إلى الفريق الوطني ومن ثم المشاركة في البطولة العالمية للإنقاذ ..وأخيرا يمكن ضمها إلى قاعدة بيانات دولية لاستخدامها في مهام إنقاذ عند الحاجة.”
يقول الخبراء إن فرص نجاح التدريب تزيد كلما صغر عمر الكلاب عند بدء التدريبات.ما هي المهارات التي تكتسبها الكلاب أثناء التدريب ؟ .رئيس المركز الوطني لتدريب الكلاب يقول إن الكلب المدرب قادر على الدخول إلى أماكن حساسة على عمق قد يصل أحيانا إلى ثلاثة أمتار وهي أماكن يستحيل فيها استخدام الأجهزة الإلكترونية السمعية والبصرية مهما كانت متطورة .. كما أن الكلب المدرب على مهام البحث والإنقاذ يستطيع أن يمشط منطقة بمساحة خمسين ألف متر مربع في عشرين دقيقة فقط أي بفعالية تزيد ثلاثة أضعاف عن فعالية الفرق البشرية .لكن من جانب آخر فإن هذه المهارات الاستثنائية ترجح كفة الكلب في الفريق المختلط لذا فمن الأهمية بمكان أن نعمل على تحقيق أعلى درجة من التوافق بين الكلب والانسان في فرق البحث والإنقاذ ..
أما عن مرتبة رومانيا في التصنيفات الدولية ذات الصلة فقال : “عمليات البحث والإنقاذ لا تزال في مراحلها الأولى في رومانيا وفق المعايير الدولية. فالعديد من الدول بدأت باختيار وتدريب الكلاب لهذه المهام منذ مطلع القرن العشرين أما في رومانيا فبدأت دورات التدريب في الثمانينات وتطورت بشكل ملحوظ مواكبة المعايير الدولية ابتداء من منتصف التسعينات .. قاعدة بيانات المركز الوطني لتدريب الكلاب تضم حاليا ثلاثين كلبا لكن للأسف فإن مدة عمل الكلاب في مهام البحث والإنقاذ تنتهي مع بلوغها سن الثامنة أو التاسعة لذا فإننا في سباق مع الزمن لتدريب عدد مناسب من الكلاب لتكون على أهبة الاستعداد للعمل في أي وقت ..صحيح أن الكلاب تريد مساعتدنا لأطول مدة حتى بعد بلوغها سن الرابعة عشرة لكن علينا أن نهتم بصحتها ونتجنب استخدامها في مهام إنقاذ بعد بلوغها سن التاسعة تفاديا لأي مشاكل قد نواجهها بسبب تجاوزها السن المثالية للقيام بمثل هذه المهام.”
بعبارة أخرى فإن البحث عن الكلاب التي تملك الخصائص المتميزة المطلوبة للانضمام إلى فرق الإنقاذ عملية مستمرة . وبعد زلزال تركيا برزت مجددا ضرورة تحسين التنسيق بين الدول في هذا المجال بحسب رئيس المركز الوطني لتدريب الكلاب ليفيو يونيسكو :
نحن بصدد مراجعة استراتيجية التدخل والتواصل والتدريبات المتعددة الجنسيات المشتركة . أقوم بتنسيق هذا البرنامج على المستوى الدولي ما يسمح لي بتقييم مدى قابليته على التطبيق وسرعة تطبيقه في مختلف المناطق حول العالم.وقد لاخطت أثناء المهام التي تم تنفيذها أن فعالية العمليات تزداد باستمرار. الجدير بالذكر ان هذا المجال يتطور وأن التغيرات فيه متسارعة ما يستدعي وضع استراتيجيات على المدى البعيد تهدف إلى زيادة فعالية كلاب البحث والإنقاذ باستمرار لتمكينها من تنفيذ مهامها بنجاح بعد الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى التي سنواجهها في المستقبل .النتائج التي حققناها في مهام الإنقاذ في تركيا وأيضا النتائج التي أحرزناها في الدورات الثلاث الأخيرة للبطولة العالمية للاتحاد الدولي للكلاب والتي توجت فيها رومانيا بلقبي البطولة والوصيف نعتبرها بطاقة تقديم تؤكد مكانة رومانيا المتميزة بين دول العالم في مجال تدريب كلاب الإنقاذ.”