المصور الفوتوغرافي ألكساندرو تسيغارا سارموكاش
نظمت مكتبة الأكاديمية الرومانية معرضا لمجموعة من الصور الفوتوغرافية الي التقطها سارموكاش في منطقة أولتينيا جنوب رومانيا قبل مائة عام
Diana Baetelu, 06.06.2023, 15:21
اقترن اسم ألكساندرو تسيغارا سارموكاش ببدايات علم الآثار الإثنوغرافي . كان ساموكاش رائدا في علم الأعراق أو الإثنولوجيا ومؤرخا للفن وأستاذا لتاريخ الفن في جامعة بوخارست. يعود له الفضل في تأسيس أول متحف وطني في رومانيا كما ساهم بشكل كبير في تطوير فن التصوير الفوتوغرافي الذي كان مولعا به بما التقطه من الصور في المناطق الريفية التي أجرى فيها بحوثه الميدانية بهدف تسليط الضوء على حياة سكان القرى والبلدات الصغيرة التي كانت تحظى آنذاك بقدر أقل من الاهتمام والدراسة مقارنة بالحياة الحضرية. ولتعريف الجمهور بالأعمال الفوتوغرافية للعالم تسيغارا سارموكاش نظمت مكتبة الأكاديمية الرومانية معرضا لمجموعة من الصور الفوتوغرافية الي التقطها سارموكاش في منطقة أولتينيا جنوب رومانيا قبل أكثر من مائة عام والمختارة من مجموعة الأربعة آلاف صورة الموجودة بحيازة مكتبة الأكاديمية الرومانية .
ولد ألكسندرو تزيغارا ساموركي في بوخارست عام 1872 وما لبث أن تداولت شائعات مفادها أنه الابن غير الشرعي للملك كارول الأول. درس تاريخ الفن في جامعة مونخ بألمانيا ولم يخف ارتباطه الشديد بألمانيا بيد أن دراسة أصوله العائلية تظهر انحداره من أصول يونانية وإيطالية فضلا عن صلات قرابة بعائلات ارستقراطية رومانية عريقة مثل عائلتي وكريتسيانو وكريتسوليسكو . زواجه من إحدى سليلات عائلة كانتكوزينو العريقة سمح له بدخول الأوساط الأرستقراطية المرموقة. انضم إلى مؤسسة “جونيميا” ( الشبيبة) الأدبية ذي التوجه الليبرالي المحافظ وفي الوقت نفسه بدأ يعمل في الصحافة الثقافية. في الحرب العالمية الأولى انضم إلى صفوف المطالبين بعقد تحالف مع ألمانيا وضد التحالف الفرنسي البريطاني ما دفع بالبعض للمطالبة بمعاقبه لتعاونه مع قوات الاحتلال الألمانية بين عامي 1916 و 1918 لكنه تملص من التهم والانقادات الموجهة إليه واستمر في تدريس تاريخ الفن في الجامعة. يذكره التاريخ كأول صوت سمع عبر أثير راديو رومانيا مع بداية بثه في الأول من نوفمبر تشرين الثاين عام 1928 حيث قرأ المقال الذي كتبه بنفسه افتتحا لبرامج الإذاعة . توفي ألكسندرو تزيغارا ساموركيتش في عام 1952 في بوخارست قبل ثلاثة أيام من بلوغه سن الثمانين.
تولت ألينا بوبيسكو الباحثة في مكتبة الأكاديمية الرومانية مهمة تصميم معرض الصور الفوتوغرافية لسارموكاش وقالت عن المعروضات :”يتضمن المعرض صورا لكنائس وأديرة في منطقة أولتينيا بالإضافة إلى اللوحات الجدارية وأثاث البيوت الريفية في المنطقة وهي معروضات تعود بنا إلى مائة عام خلت وتدخلنا في فضاء الريف الروماني قديما . التقطت الصور الفوتوغرافية بين عام 1900 و1930 ولها قيمة توثيقية كبيرة لأنها تساعدنا على المقارنة بين الريف كما كان عليه في نهاية القرن التاسع عشر وما هو عليه اليوم . لم يكن سارموكاش أول من قام بتصوير القرى إذ سبق وصورها مصورون قبله ممن حطوا الرحال في تلك المناطق وقاموا بتصويرها بدوافع فنية أو بطلب من الزبائن .كما قام مسافرون وسياح بتصويرها أيضا . لكن تسيغارا سارموكاش كان أول من سخر نفسه لفن التصوير الفوتوغرافي الذي مارسه بدقة ومثابرة موليا اهتماما بالغا للتفاصيل خاصة أثناء تصوير البماني وسائر الأشياء التي لفتت انتباهه رغبة منه في استخدام تلك الصور كمراجع وثائقية أثناء محاضراته في الجامعة أو لتأليف بحث عن الريف أو أخيرا وليس آخرا لتأسيس أول متحف وطني في رومانيا وهو المتحف الوطني للفلاح الروماني الذي نعرفه اليوم .”
سألت ألينا بوبيسكو ما الذي رآته عين سارموكش وهو يخلد فضاء القرية في صور فوتوغرافية ؟ :”إنها ترى الكثير من الكنائس في حالة يرثى لها وهي أشبه بالأنقاض كما ترى الكثير من المباني في حالة متقدمة من التهالك عرضة النسيان والإهمال .حتى الكنائس التي كانت أصلا تتبع لقصور الأمراء والإقطاعيين الكبار والمزينة بجداريات جميلة وصور رعاتها من القديسين إلى جانب صور الأمراء أو الإقطاعيينن الذين بنوها كانت هي الأخرى في حالة من التهالك النسبي ومهملة . لكن يجدر ذكر أنه بعد وقت قصير على التقاطه تلك الصورة شرعت لجنة المعالم التاريخية بتنفيذ أعمال تمريم في العديد من المباني التاريخية المتهالكة .”
ما الذي يختلف في الصور التي التقطها في منطقة أولتينيا قبل أكثر من مائة عام وما نراه اليوم ؟ تقول ألينا بوبيسكو أن البصمات التي تركها مرور الزمن يجب تفسيرها : “لقد اهتممت بتوضيح الفوارق بين الكنائس وسائر المباني والأشياء كما صورها سارموكاش وما هي عليه اليوم سواء في دفتر المعرض أو على ملصقات المعروضات مع توضيحها بشكل دقيق . على سبيل المثال الكنيسة القديمة في بلدة فلاديمير كانت واجهتها الغربية مزينة برسوم تصور القديسين الرعاة بالإضافة إلى صور القديسة باراسكيفا والقديس يوحنا المعمدان وهي رسوم لم تعد موجودة اليوم فالواجهة الغربية مطلية بصبغة بيضاء اللون في حين أن الصور التي التقطها سارموكاش عام 1920 تظهر الجدرايات الأصلية التي كانت تزين الواجهة الغربية منذ عام 1800.”
.