تدابير من أجل صحة الجسم والعقل
التدريب الرياضي والجهد البدني بشكل عام يساعدان الجسم على إفراز مادة الدوبامين التي يستخدمها الدماغ لنقل الشعور بالمتعة والسعادة
Diana Baetelu, 19.05.2025, 15:30
التدريب الرياضي والجهد البدني بشكل عام يساعدان الجسم على إفراز مادة الدوبامين التي يستخدمها الدماغ لنقل الشعور بالمتعة والسعادة. وبالإضافة إلى هذه الفائدة قصيرة الأمد فإن للتدريبات الرياضية فوائد طويلة الأمد لدورها في الحفاظ على الصحة العقلية حيث أظهرت الدراسات أن لكل نوع من أنواع التمارين الرياضية تأثيرا مباشرا على مناطق مختلفة من الدماغ من شأنه إحداث تغييرات في مختلف الوظائف العقلية مثل الإدراك والذاكرة والتفكير والإرادة والقدرات اللغوية والإبداع .
فقد تبين أن تمارين الأثقال على سبيل المثال تحفز القدرة على بناء مستويات التفكير العليا وهو أمر ضروري لحل المشكلات المعقدة وأداء أكثر من مهمة في آن واحد. وبهذا الصدد يوصي الخبراء بممارسة اليوغا لأنها تساهم في تخفيف الضغط والخوف والقلق في حين أن التدريبات المتقطعة عالية الكثافة تقلل من مستوى الهرمون الذي يولد الشعور بالجوع في الدماغ. أما تمارين القلب فهي تؤثر على الجزء من الدماغ الذي يتحكم في الذاكرة في حين أن ممارسة أنواع الرياضة الجماعية تؤثر على مناطق متعددة من الدماغ وتحفز القدرة على التركيز وعلى أداء مهام متعددة.
لكن هذه التوصيات ليست حديثة العهد فالرومان القدامى هم أوائل من قالوا : “عقل سليم في جسد سليم ” وهي عبارة شهيرة جعلتها مؤسسات عالمية معنية بالصحة شعارا لها.
مما لا شك فيه أن لكل فرد نمطا وراثيا معينا يتحكم في احتياجاته الغذائية ويحدد نمط حياته بصورة عامة. إنها القاعدة التي يعتمد عليها مركز الوقاية والتعذية والحفاظ على الصحة الذي قام بتأسيسه ميهاي دراغومير وهو الرياضي وخبير التغذية الحاصل على درجة الدكتوراه في الوقاية والحفاظ على الصحة : “المنهجية التي نتبعها في هذا المركز تعتمد على النمط الوراثي لكل فرد وتحدد أنواع الرياضة التي يحتاج إليها وفقا لنمطه الوراثي . صحيح أن كل كائن حي يحتاج إلى شكل من أشكال النشاط البدني. ولكن لا بد من إيجاد الشكل الذي يناسب نمطه الوراثي .
لا بد من التوضيح بأن هناك فرقا كبيرا بين الرياضة والنشاط البدني لا يعرفه كثيرون . فالرياضة تعني المسابقة في حين أن الأفراد مختلفون عن بعضهم البعض من حيث قدراتهم البدنية وليس كلهم قادرا على التكيف مع متطلبات المسابقة الرياضية . أما النشاط البدني فيمكن شخصنته بشكل أدق مقارنة بالرياضة لأنه يمكن اختيار نوع النشاط البدني المناسب للنمط الوراثي لكل فرد.على سبيل المثال قد يكون مجرد مشوار كافيا لبعض الأفراد لأنه يناسب نمطهم الوراثي .”
لكن مهما كان الأمر مختلفا من فرد إلى آخر فإن أهم شيء هو أن نقوم بالنشاط البدني بانتظام لأنه يعد من بين مكونات وصفة الحياة المديدة وعالية الجودة إلى جانب النظام الغذائي الصحي والراحة والحد من الضغط . في المقابل فإن النظام الغذائي الفوضوي يتسبب في اختلال عملية الأيض في الجسم مما يؤدي بدوره إلى السمنة وكل ما يرتبط بها من الحالات المرضية .
لاحظ الخبير ميهاي دراغومير ارتفاع معدل الإصابة بالسمنة في صفوف الشباب مما يضع المزيد من الضغط على النظام الصحي :”السمنة هي في الواقع نتيجة حالة مرضية موجودة في الجسم. وقد شاع الاعتقاد بأن سبب السمنة هو الإفراط في تناول الطعام ولكنه اعتقاد خاطئ . فالسبب الحقيقي هو الضرر الذي تلحقه التغذية غير الصحية بالكبد والبنكرياس وكذلك بكيس الصفراء أو المرارة بإضعاف قدرتها على هضم الدهون. وهنا تكمن المشكلة الحقيقية وهي أن الطعام الذي نأكله يبقى في الأمعاء ويتحول إلى نفايات بدلا من أن يحوله الجسم إلى طاقة ومواد مفيدة له. فالطعام الذي يبقى في الأمعاء لمدة طويلة يتحولت إلى بقايا متعفنة ومنها إلى سموم تتلف الأعضاء.وهكذا يظهر الانتفاخ وعدم الراحة والغازات وفرط الحموضة وأخيرا السمنة.”
ولفت خبير التغذية ميهاي دراغومير الانتباه إلى أهمية الترطيب مذكرا بأن الماء ضروري في جميع العمليات الكيميائية والعضوية الفسيولوجية في الجسم وأوصى بشرب لتر ونصف اللتر من الماء على الأقل يوميا .وأضاف :”علينا أن ننتبه إلى نظامنا الغذائي . فقد اعتدنا على تناول أنواع كثيرة من الأطعمة في وجبة واحدة وهذا خطأً كبير . فعلينا أن نعتاد على تناول طبق واحد فقط في كل وجبة طعام لكي نعطي الجسم وقتا كافيا للقيام بعملية الأيض علما بأن الأخيرة لا تبدأ إلا بعد عشرين دقيقة من تناول الطعام. ولكن هذه المدة تختلف باختلاف الطعام الذين نتناوله . على سبيل المثال إذا تناولنا نوعا من الكربوهيدرات بطيء الامتصاص وكان الجسم يعاني من مرض ما فإن الأيض قد يستغرق ما بين يومين إلى ثلاثة أيام .”
النوم أيضا مفيد للجسم لأنه فترة تعاف تسمح للكبد بتجديد خلاياه وإزالة البقايا والسموم من الجسم. ولكن أكثر من سبعين بالمائة من السكان يعانون من قلة النوم بحسب الخبير ميهاي دراغومير. كم أنه من الأهمية بمكان أن نبقى نشيطين عقليا وبدنيا لوقاية أنفسننا من مرض الزهايمر والأمراض المماثلة الأخرى.