أوروبا خضراء بحلول عام 2050
تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 هو أحد أهداف الاتحاد الأوروبي الطموحة
Diana Baetelu, 10.11.2025, 15:30
تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 هو أحد أهداف الاتحاد الأوروبي الطموحة لما ينطوي عليه من تحولات جذرية في قطاعات حيوية مثل الصناعة والطاقة والنقل والبناء والزراعة عبر تدابير من شأنها تخفيض صافي انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري إلى الصفر بالتوازي مع تطبيق تقنيات امتصاص الكربون . إنه هدف بات تحقيقه حاجة ملحة في الوقت الذي يعد فيه التلوث أكبر تحد يواجه البشرية.
الهواء السام يؤثرعلى طول العمر والبلاستيك يخنق المحيطات وتغير المناخ بات حقيقة قائمة نلمسها كل يوم . تتطلب مواجهتها أن تتحلى الحكومات والشكرات بالمسؤولية وأن يتبنى الأفراد السلوكيات الكفيلة بالحد من التلوث بدءا من الحد من هدر الطعام وانتهاء بإعادة التدوير مرورا باستخدام النقل العام بدلا من السيارات الخاصة . ولكن التلوث يعني أيضا تسميم التربة بالمبيدات الحشرية أو النفايات الإلكترونية .الخلاصة أن إهمال القضايا البيئية يرتد علينا في الطعام الملوث وأمراض الجهاز التنفسي .
أوانا نينيتشو ممثلة جمعية إيكوبوليس تطرقت إلى تداعيات التلوث عاى سكان المناطق الحضرية المكتظة :”التلوث الصناعي خطير للغاية .فسكان المدن معرضون لدرجات مقلقة من تلوث الهواء بجسيمات دقيقة لا نراها بالعين المجردة ولا نشعر بها لكنها تؤثر على صحتنا شيئا فشيئا. فالتقاريرالسنوية لمنظمة الصحة العالمية لفتت الانتباه إلى تلوث الهواء في المناطق الحضرية. إنه تلوث صناعي لا نشعر به لأنه بلا رائحة ولا يمكننا رؤيته ولكنه تلوث غير مرئي يتسبب في الوفاة المبكرة لأكثر من ثمانية ملايين شخص حول العالم بشكل سنوي .”
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق الحياد المناخي عبر تقليل انبعاثات الكربون والاتجاه إلى الطاقة الخضراء والنقل النظيف والمدن الذكية.ولتحقيق هذا الهدف ستستثمر بروكسل أموالا طائلة في الطاقة المتجددة والابتكار والتثقيف البيئي. ولكن من جانب آخر يتطلب تحقيق الحياد المناخي تغيير العقليات ليس في أوروبا فحسب بل في العالم أجمع . ومع ذلك لا يملك أكثر من نصف بلدان العالم أي خطة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحسب الخبير رادو دوداو رئيس مجموعة سياسات الطاقة وهي منظمة مستقلة معنية بسياسات الطاقة والمناخ.
فقد نبه الخبير أثناء حضوره مؤتمرا حول فضايا المناخ إلى أن الدبلوماسية المناخية تواجه تحديات شتى ومن بينها انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس حول المناخ : “نمر بمرحلة حرجة بات فيها أسس العلمية دبلوماسية المناخ موضع شك . هناك حالة من الغموض في جميع أنحاء العالم بشأن إجماع العلماء على العناصر العلمية التي يقوم عليها علم المناخ. ورغم أن علم مناخ علم متين يبدو أن الإقبال العام عليه آخذ في التآكل في جميع بلدان العالم . بما أن تحديات عديدة تواجه القضايا المناخية يتعين على الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة حول تغير المناخ أن تساهم في وضع استراتيجيات وطنية لخفض انبعاثات الكربون مع تحديد أهدافها وسبل تحقيقها ببالغ الدقة.”
وأضاف الخبير رادو دوداو يقول إن الاستثمار في نقل التكنولوجيا إلى الدول النامية أمر حيوي منبها إلى أن التعهدات التي قطعتها الدول المتقدمة على نفسها بهذا الصدد لم تتحول إلى أفعال والأرجح أنها لن تتحول إلى أفعال قريبا . وحذر الخبير من أن تغير المناخ لا يعرف الحدود وتدابير مواجهته تمثل استثماراا استراتيجي في أمننا الجماعي وصحتنا وازدهارنا.
من جانب أخر نبه الخبراء إلى ضرورة تغيير سلوك سكان المناطق الحضرية. غراسسيان ميهايليسكومؤسس منصة” أوربانياز هاب”:” التلوث يزيد الأمورسوءا. وخير دليل على ذلك هو أن فصل الصيف في بوخارست بات لا يطاق بسبب التلوث. نحن بحاجة إلى تغيير طريقة تخطيط المناطق الحضرية لأننا نحتاج إلى هواء ذي جودة عالية وحياة ذات جودة عالية وإلى مساحات خضراء وبصمة كربونية أقل في قطاع البناء.”
كل سيارة تسير بجانبنا وكل عبوة ترمى عشوائيا وكل عمود دخان يتصاعد من وحدة إنتاجية يزيد من تلوث الهواء الذي نستنشقه . البيانات الرسمية أظهرت أن موجات الحر الناتجة عن تغير المناخ تسببت في وفاة اثنين وثلاثين ألف شخص في أوروبا في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري.